السادس:
أنه استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء، فأصاب المسلمين العطش،
فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعض المنافقين: لَوْ كَانَ نَبِيًّا
لاَسْتَسْقَى لِقَوْمِهِ كَمَا اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ، فَقَالَ: «أَوَ قَدْ
قَالُوهَا؟ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَسْقيَكُمْ»، ثُمَّ بَسَطَ يَدَيْهِ وَدَعَا،
فما رد يديه حتى أظلهم السحاب وأمطروا ([1]).
وأغيث
صلى الله عليه وسلم في كل مرة.
****
السادس: من وجوه استسقاءاته صلى الله عليه وسلم
أنه في بعض غزواته نفد ما معه من الماء، فاستسقى لهم صلى الله عليه وسلم، فأنزل
الله عليهم المطر، فملؤوا قربهم وما معهم من الأواني.
في هذه الغزوة لما
وصلوا إلى الماء، وجدوا أن المشركين قد عسكروا عليه، ومنعوا المسلمين منه، فاستسقى
النبي صلى الله عليه وسلم، تكلم المنافقون، قالوا: إن كان نبيًّا، فليستسق كما
استسقى موسى لقومه، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَوَ قَدْ قَالُوهَا؟»،
فاستسقى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل عليهم الغيث في الحال.
وأغيث صلى الله عليه وسلم في كل مرة من هذه المرات، ويغاث في الحال، وهو على المنبر؛ لأن الله قريب مجيب، وقادر على كل شيء، فإذا دعا المسلم ربه، استجاب له، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فالله قريب مجيب، فإذا دعا المسلم في حالة الحاجة والضرورة مخلصًا الدعاء لله، فإن الله يستجيب له.
([1])أخرجه: أبو عوانة في مستخرجه رقم (2514).