واحدة لها حق في أن تسافر معه، ولا يمكن أن يسافر الإنسان بنسائه كلهن، إنما حصل ذلك منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع؛ سافر صلى الله عليه وسلم بهن كلهن.
أما في غيرها من الأسفار، فكان يقرع بين نسائه، والقرعة هي الإسهام؛ بأن يعمل أسهامًا، فمن خرج اسمها، سافر بها، والقرعة حل شرعي للأمور الملتبسة، يحصل بها فصل النزاع، وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وفعلها بنو إسرائيل: ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ يُلۡقُونَ أَقۡلَٰمَهُمۡ أَيُّهُمۡ يَكۡفُلُ مَرۡيَمَ﴾ [آل عمران: 44]، ابنة شيخهم وسيدهم عمران، فاختصموا، وألقوا أقلامهم، وخرجت القرعة لزكريا عليه السلام، الذي هو زوج خالتها، فكفلها زكريا.
وذكر الله عن يونس عليه السلام أنه ساهم ﴿فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ﴾ [الصافات: 141]، وقعت عليه حينها، خشوا من غرق السفينة بسبب الركاب، فكان لا بد من إلقاء بعضهم تخفيفًا، فعملوا القرعة، فوقعت على نبي الله عليه السلام، فألقوه في البحر؛ كما ذكر الله سبحانه وتعالى: ﴿فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُدۡحَضِينَ﴾ [الصافات: 141]، فالقرعة حل شرعي للمشتبهات، وفيها عدل، ليس فيها حيف.
ففي الحج سافر النبي صلى الله عليه وسلم بزوجاته جميعًا لأجل الحج، وأما في غير الحج، فكان يقرع بينهن، فمن خرجت لها القرعة، سافر بها، هذا فيه العدل بين الزوجات.