وكانت قراءته ترتيلاً حرفًا حرفًا ([1]). ويقطع قراءته آية آية ([2]).
****
كان صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن؛ كما أمره الله -سبحانه- بذلك بقوله: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، والترتيل هو: الترسل في قراءة القرآن وعدم العجلة في قراءته، فلا يهذّه هذًّا، ولا يمططه تمطيطًا ويجعله كالأغاني؛ مثلما يفعل بعض الناس في هذه الأيام، ويقول: هذا تجويد. هذا تضييع وليس بتجويد، فيتوسط في قراءة القرآن؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
لأن من الناس من يتعب نفسه بهذا التمطيط، وهذه المدود، وهذه الكلفة، فلا يقطع مسافة من القرآن، وربما يشق عليه ذلك، ويترك القرآن؛ لأنه أثقل على نفسه، ولو توسط في تلاوة القرآن، لسهل عليه، واعتاده، ولازمه، ولكن إذا أثقل على نفسه -بما يسمونه التجويد، ويسمونه الترتيل-، يمل، ويترك؛ كما هو مشاهد.
فعلى المسلم التوسط في هذا؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم متوسطة، يقف على رءوس الآيات، ويقرأ قراءة واضحة، يفهمها السامع، ولا يقرؤه هذرمة أو هذًّا، ولا يثقل على السامع، ولكن كانت قراءة متوسطة، وخير الأمور أوسطها.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يقرن بين الآيات، هذا هو الأفضل أن يقف على كل آية، لأن هذا أدعى لفهم القرآن، وأيضًا هذا أرفق بالقارئ من الكلفة،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1466)، والترمذي رقم (2923)، والنسائي رقم (1022).