×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ويمد عند حروف المد، فيمد ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ويمد ﴿ٱلرَّحِيمِ، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ في أول القراءة، فيقول: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» ([1])، وربما قال: «اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» ([2]).

****

 والمد يعني: الحروف، ليس المد الذي يقولون: ست حركات. هذا اصطلاحي من عندهم، المد حسب الحروف: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ. ما يقول: الرحمن الرحِيم، بل يمد الحروف الممدودة: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4]، وهكذا.

﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ لو طبقنا عليه التجويد الذي يقولونه اليوم، ما انطبق عليه المد، تمد الرحمن ست حركات، أو الرحيم ست حركات، ما ينطبق عليها، فهذا مد حرفي، تمد الحرف الذي من طبيعته المد.

من آداب التلاوة؛ من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يستعيذ من الشيطان في بداية القراءة، قال الله جل وعلا: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ [النحل: 98] ؛ لأن الشيطان يحضر، يريد أن يلبس على القارئ، ويشتت ذهنه، فإذا استعاذ بالله منه، انقمع وانخنس، وسلم القارئ من شره، الاستعاذة نعمة عظيمة، ولذلك أمر الله بها عند بداية التلاوة؛ طردًا للشيطان.


الشرح

([1])أخرجه: عبد الرزاق رقم (2589).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (775)، والترمذي رقم (242)، وأحمد رقم (11473).