ويذكر
عنه أنه كان إذا وضع الميت في القبر، قال: «بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلَى
مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ» ([1])، وفي
رواية: «بِسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ»
([2])،
ويذكر عنه أنه كان يحثو التراب على قبر الميت إذا دفن من قبل رأسه ثلاثًا ([3])،
****
والنوع الثاني: اللحد، وهو أن يجعل
الحفر الذي للميت في جانب القبر، ولهذا سمي اللحد؛ لأن الإلحاد معناه: الميل،
فيعمل في جانب الذي يلي القبلة، ويوضع فيه الميت، ويسد عليه باللبنات، وهذا هو
الذي فعل بالرسول صلى الله عليه وسلم ؛ أنهم ألحدوا له لحدًا، ووضعوه فيه صلى الله
عليه وسلم.
وفي حديث: «اللَّحْدُ
لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا» ([4])، يبين أن الأولى
اللحد، وهي الأفضل، وقد اختاره الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، دل على أنه أفضل،
وتعميق القبر من أجل أن يحفظ الميت عن النبش، أو عن الحفر، أو عن السباع والهوام،
ويمنع الرائحة -أيضًا- حتى لا تخرج، فيعمق القبر، ولا يكتفي أن يكون قريبًا من ظهر
الأرض، ويوسع اللحد من عند رأس الميت ورجليه.
هذا الذكر الذي يقال
عند إدخال الميت في القبر: «بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ
رَسُولِ اللَّهِ».
من صفة إهالة التراب أنهم إذا سدوا اللحد، يهيلون عليه التراب، وينبغي لمن حضر أن يشارك في إهالة التراب، ولو بحفنات
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1046)، وابن أبي شيبة رقم (29841).