أما أنه يجلس يقرأ
على القبر، فهذا أمر مبتدع، ليس من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، القراءة على
القبور مبتدعة، «وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، ولم يكن يلقن
الميت بعد دفنه؛ كما يفعله المبتدعة، وإنما أمر بتلقين الميت قبل خروج روحه؛ أمر
أن يلقن كلمة التوحيد: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([2])، أي: المحتضرين؛
لأجل أن ينطق بها وتكون آخر كلامه؛ ليكون من أهل الجنة.
كما قال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ» ([3])، فالميت قبل أن
يموت يستفيد بالتلقين، أما عندما يموت، فلا يستفيد، ولا ينطق، فالواجب الاقتصار
على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك البدع والمحدثات التي ما أنزل الله بها
من سلطان.
وأما حديث التلقين
بعد الدفن، فهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام أهل العلم فيه معروف؛
أنه لم يثبت، لكن أهل الضلال يحرصون على الأشياء التي لم تثبت، يحيونها،
وينشرونها؛ فتنة.
أما الأشياء الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يهتمون بها، وإنما يهتمون بالأحاديث الموضوعة والأحاديث الضعيفة، التي لا تصلح للاستدلال، فهذه ينبشون عنها، ويظهرونها؛ لأن الشيطان هو الذي يحثهم على ذلك، نسأل الله العافية!
([1])أخرجه: مسلم رقم (867).