أحدهما:
من يأخذ لحاجة، فيأخذ بحسب شدة الحاجة وضعفها، وكثرتها وقلتها، وهم الفقراء
والمساكين، وفي الرقاب، وابن السبيل.
الثاني:
من يأخذ لمنفعته، وهم العاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، والغارمون لإصلاح ذات
البين،
****
هؤلاء يأخذونها
تملكًا حسب ما يدفع حاجتهم.
لأنه يقوم بمنفعة
للمسلمين، وهو العامل: العامل الذي يقوم بجباية الزكاة، والغازي في سبيل الله.
والمؤلفة قلوبهم: إذا كان في إعطائهم
مصلحة للمسلمين والإسلام، يعطون، وإذا لم يكن كذلك، فلا يعطون.
القسم الثاني: من يأخذها من أجل
المنفعة التي يقوم بها للمسلمين، وذلك للغزاة المتطوعة، الذين لا ديوان لهم، وابن
السبيل، وهو -كما ذكرنا- المسافر الذي انقطعت نفقته، هذا يأخذها قدر ما يكفيه
لحاجته فقط، ابن السبيل يأخذها تمليكًا؛ مثل: الفقير والمسكين.
وأما الغارم لإصلاح ذات البين، فهذا يأخذها لا ليتملكها، وإنما ليضعها بدل الحمالة التي تحملها، فهي ليست للتمليك، وأما الغارم لنفسه، فيأخذها تملكًا.