يجمعها
صنفان :
****
الثمانية؛ ليضع فيها زكاته، وإنما يضعها في
الجملة في بعضها حسب الحاجة والمصلحة.
أهلها على قسمين:
القسم الأول: قسم يأخذ لنفسه؛
ليدفع حاجته، وهم الفقراء والمساكين.
القسم الثاني: قسم يأخذها للعمل
الذي يعمله، وهم العاملون عليها.
﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾[التوبة: 60] تفيد أن سبيل الله توضع فيها الزكاة، إذا
احتاج إلى التمويل، أما إذا قامت به الدولة، قامت بإعداد الجنود، رتبت لهم مرتبات،
وصار لهم دواوين، فلا يعطون من الزكاة؛ هناك ما خُصص لهم، فلما جاءت «في»؛ أي: ليس
للتمليك، وإنما هي في مقابل عمل يقوم به.
أما إذا جاءت اللام؛ كما في ﴿لِلۡفُقَرَآءِ﴾ [التوبة: 60]، هذه اللام للتمليك، ﴿لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾ [التوبة: 60]، هذه اللام للتمليك، فيأخذها الفقير والمسكين، ويتملكها، هذا هو سر الفرق في التعبير في الآية بين اللام في قوله: ﴿۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ﴾ [التوبة: 60] ثم قال: ﴿وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ﴾ [التوبة: 60] جاءت «في» فهي ليست للتمليك، وإنما يأخذها في مقابل عمل يقوم به، فإذا قام به، أخذها، وإذا لم يقم به، لم يأخذ.