×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

والقسم الثاني: غارم لغيره، وهو الذي يقوم بالإصلاح بين القبائل المتنازعة، يتحمل المال في مقابل الصلح، فلا يُترك يتحمل هو، بل يُساعد من الزكاة؛ لئلا يجحف هذا بماله، ولأن هذا يفتح طريق الإصلاح بين الناس.

هذا غارم لغيره، هذا يعطي سواء أكان فقيرًا أو كان غنيًا، أما الغارم لنفسه، فلا يعطى إلا إذا كان فقيرًا، لا يستطيع دفع الغرامة.

﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ: تجهيز الغزاة، شراء الأسلحة لهم، وهم الغزاة المتطوعة، الذين ليس لهم رواتب من بيت المال.

﴿وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ: وهو الثامن، والسبيل المراد به: الطريق، طريق السفر؛ فإذا نفدت مؤونة المسافر، أو ضاعت، أو سرقت، وليس معه ما يبلغه في سفره، ويرده إلى أهله، فإنه يُعطى من الزكاة.

ثم قال جل وعلا: ﴿فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ: واجب، فرض متحتم.

﴿وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ، فهذا يدل على أهمية الزكاة وإخراجها، وأن الله تولى قسمتها بنفسه، فلا يزاد عليها مصارف أخرى، ويقال: هذا خير. لا، الخير له طرق أخرى؛ كالتبرعات والأوقاف، وأما الزكاة، فتخصص لمن خصهم الله بها.

هذه مصارف الزكاة الثمانية، ولا يلزم المزكي أنه يدفع في كل قسم من الثمانية؛ فإذا دفعها إلى قسم واحد، أجزأ ذلك، إذا استوعبها، إذا استوعبها هذا القسم، يجزئ؛ فيجوز إعطاؤها الفقير فقط، يعطيه ما يكفيه، المسكين يعطيه ما يكفيه، ليس بواجب أن يستوعب هذه


الشرح