×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى، وشرعه بقدر المصلحة، بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه، ولا يضره.

وشرع لهم الاعتكاف، الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله، والانقطاع عن الخلق، والاشتغال به وحده، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه يوم الوحشة في القبر.

ولما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم، وهو العشر الأخير من رمضان.

****

  هذا خلوة لله عز وجل، تفرغ لذكر الله وعبادته.

هذا أفضل، الاعتكاف في العشر الأخير من رمضان؛ لأن هذه العشر لها مزية على غيرها من أيام الشهر، فهي أفضل أيام الشهر، فيخص الاعتكاف بها؛ لاستكمال الفضيلة، وإن اعتكف أول الشهر أو وسطه، فلا بأس بذلك، ولأن هذه الأيام العشر هي آكد ما يتحرى فيها ليلة القدر.


الشرح