×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولم يذكر الله سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم. ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم.

****

  قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ [البقرة: 187]، لما ذكر آية الصيام، جاء بعدها آية الاعتكاف، قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ [البقرة: 187]، فيحرم على المعتكف أن يأتي زوجته في الليل، وأما غير المعتكف، فله أن يأتي زوجته في ليل الصيام؛ كما قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ [البقرة: 187]، فيا بين الإفطار إلى السحر كله محل الاستمتاع بزوجته، لكن المعتكف لا يباشرها وهو معتكف، ولكن لا مانع من أن تزوره في معتكفه؛ كما كانت أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم تزوره ([1]).

وكذلك لا بأس أن تَفْليه، إذا كان محتاجًا لمن يُفْلِي رأسَه، أو يصلحه، أو يصلح شعره، كان صلى الله عليه وسلم يعطيه لعائشة رضي الله عنها، فتصلح شعر رأسه صلى الله عليه وسلم ([2]).

ولا بأس أن تعتكف المرأة في المسجد، لكن تكون في حجرة؛ أي: يقام حصير، أو تكون هناك حجرة مبنية؛ لتختفي فيها عن الرجال ([3]).

إلا في شوال، لما كان قد شغله شاغل عن الاعتكاف في رمضان.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3101)، ومسلم رقم (2175).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2029)، ومسلم رقم (297).

([3])أخرجه: مسلم رقم (297).