وثبت عنه
صلى الله عليه وسلم أنه استلم الركن اليماني ([1]).
****
الركن اليماني
يُستلم، ولا يُقبل، وأما الحجر الأسود، فإنه يستلم، ويقبل، ويشار إليه. الركن
اليماني يستلم، ولا يقبل، ولا يشار إليه إذا لم يتمكن من الوصول إليه، فإنه يستمر
في المشي، ولا يشير إليه.
الأركان الباقية لا
يشار إليها، ولا تستلم، ولا يتم تقبيلها، والحكمة من ذلك أن الركن اليماني والحجر
الأسود على قواعد إبراهيم عليه السلام، وأما الركنان الآخران، فهما داخل الكعبة؛
لأن الكعبة قصرت، وأخرج منها حجر إسماعيل؛ لقلة النفقة عند قريش لما بنوها، ولم
يكن عندهم مال حلال، إلا ما يكفي لبعضها، فأخرجوا منها بعضها؛ ما يسمى بالحِجْرِ
والحطيم، ولا يزال إلى الآن على وضعه.
لكن ابن الزبير رضي
الله عنهما لما ولي مكة، أعاد الكعبة على قواعد إبراهيم الأربعة، وجعل لها بابين.
ثم لما جاء عهد عبد الملك بن مروان بعدما تغلب على الزبير، هدم الكعبة، وأعادها
على بناء قريش، وهذا من باب السياسة فيما بينهم، وتعلمون أن بعض الولاة لا يرضى
سياسة الآخر.
فلما جاء عهد المنصور العباسي، استفتى مالكًا رحمه الله أن يعيد الكعبة على قواعد إبراهيم، فقال له: لا، لا تكون الكعبة ألعوبة في يد الملوك، فمنعه من ذلك، وبقيت على وضعها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1609)، ومسلم رقم (1267).