×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

    وكلما أتى على الحجر الأسود قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ» ([1]).

ولم يستلم صلى الله عليه وسلم ولم يمس من الأركان إلا اليمانيين فقط.

فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من طوافه، جاء إلى خلف المقام فقرأ: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ مُصَلّٗىۖ [البقرة: 125] ([2]).

****

  قال رحمه الله في سياق حجة النبي صلى الله عليه وسلم: فلما فرغ صلى الله عليه وسلم من طوافه، أتى إلى مقام إبراهيم عليه السلام، وتلا قوله تعالى: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ مُصَلّٗىۖ [البقرة: 125] ؛ يشير صلى الله عليه وسلم إلى معنى هذه الآية وتفسيرها، يفسرها بفعله صلى الله عليه وسلم.

مقام إبراهيم: هو الصخرة التي كان يقف عليها وقت بناء الكعبة، فترتفع به، ويضع الحجارة، ثم تنزل به، وهكذا، وفيها أثر قدميه صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا يقول أبو طالب في لاميته:

وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة *** على قدميه حافيًا غير ناعل

فجعل الله سبحانه وتعالى هذه الصخرة من المشاعر؛ يصلى عندها بعد الطواف، فقال تعالى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً [البقرة: 125]، والنبي صلى الله عليه وسلم فسر هذه الآية بفعله، وأن المقصود بذلك بعد الطواف يصلي عندها ركعتين، هذا هو المشهور في تفسير مقام إبراهيم.

وقيل: إن المراد بمقام إبراهيم هو كل المشاعر، كلها كمقام إبراهيم، ولكن المشهور هو الأول: أن مقام إبراهيم هو الصخرة.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1613).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1218).