×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكانت هذه الصخرة في البداية ملاصقة للكعبة، ويصلي الناس عندها، فيحصل زحام في الطواف بين المصلين والطائفين.

فلما كان في خلافة عمر رضي الله عنه فصل هذه الصخرة، وجعلها خارج المطاف، في مكانها الآن.

وفي عمارات المسجد الحرام بُنِيَ عليها غرفة، وجُعِلَ عندها مكان للصلاة، فلما أن جاءت العمارة السعودية على عهد الملك سعود رحمه الله، هدمت هذه الغرفة؛ لتوسعة المطاف، وأرادوا نقل المقام إلى مكان آخر خارج المطاف، لما كثر الزحام، وحصل في ذلك أخذٌ ورد، ما بين مجيز وما بين مانع بين العلماء في ذلك الوقت، وألفت في ذلك رسائل.

فلما أن حصل النزاع، رأوا رأيًا وسطًا، وهو أن يزال البناء الذي عليها، ويوضع عليها حاجز زجاجي، وهو الموجود الآن؛ فيرى المقام من وراء الزجاج، ولا تأخذ مساحته شيئًا من المطاف، فتوسع بذلك، وحصل المقصود بذلك -ولله الحمد-، حصل المقصود من سعة المطاف، وهذا الشكل الذي اتخذ على المقام لا يضايق الطائفين، فكان هذا رأيًا سديًدا -والحمد لله-، وإلا كانت بناية على المقام وبناية على زمزم أيضًا، وكانت هذه البناية آخذة مساحة، وكان فوق زمزم غرفة للمؤذن ولتوقيت الأذان، أجهزة توضع فيها التوقيت الأذان، ثم هدم هذا كله، وأزيل، وجعل على المقام هذا الزجاج اللطيف، الذي لا يضايق الطائفين.


الشرح