فصلى
ركعتين والمقام بينه وبين البيت، قرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص ([1])،
****
لكن الآن أرى أنه
إذا قرب الأذان، جاء الناس، وتزاحموا مع الطائفين، وجلسوا بالمطاف، ويصلون
بالمطاف، ويقتربون من الكعبة، ويضايقون الطائفين، فليت هذا يمنع، يا ليت المطاف
يبقى خاليًا للطواف دائما، والصلاة تكون خلف المطاف؛ لأن الله قدم الطائفين في
الذكر على المصلين والعاكفين، فقال تعالى: ﴿طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ
ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، فقدم الطواف، فيجب أن يكون المطاف خاليًا للطائفين، ويمنع
هؤلاء الذين يزاحمون الطائفين، ويشغلون المطاف، ويجلسون فيه، ويعطلون بذلك الطواف،
مع أن الله جل وعلا قدم الطائفين على غيرهم؛ ولأن الصلاة في كل مكان، لكن الطواف
لا يكون إلا عند الكعبة، ليس هناك مكان يطاف به غير الكعبة المشرفة، فمكان الطواف
مخصص، وأما الصلاة، فالحمد لله، وسع الله على الناس.
فبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم تفسير هذه الآية؛ لأن المصلى معناها أنه صلى عنده ركعتين، لا يزاد على ركعتين، ويجعل المقام بينه وبين الكعبة؛ لأن القبلة هي الكعبة، فيجعل المقام بينه وبين الكعبة، ويستقبل الكعبة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).