وقراءته
الآية بيان منه المراد منها لله تعالى بفعله.
فلما
فرغ من صلاته، أقبل على الحجر، فاستلمه.
****
وقرأ في هاتين الركعتين بعد الفاتحة:
في الركعة الأولى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا
ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الكافرون: 1].
وفي الثانية: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الصمد: 1].
وتسميان سورتي
الإخلاص؛ لأنهما تتضمنان التوحيد بنوعيه:
أولاً: توحيد الألوهية في
قوله تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾.
ثانيًا: توحيد الربوبية في
قوله تعالى: ﴿قُلۡ
هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾، وهما نوعا التوحيد.
لما جاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المقام قراءته الآية: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ﴾ [البقرة: 125]. يريد أن يفسر المراد بذلك بفعله صلى الله عليه وسلم.
وركعتا الطواف لا
يتعين أن تكونا عند المقام، بل لو صلاهما في أي أرجاء الحرم، لحصل بذلك المقصود،
وخصوصًا عند الزحام وشدة الزحام، فلا يضايق الطائفين، ويصلي ركعتي الطواف، ويضايق
الطائفين، بل يصليهما خارج المطاف في أي طابق في المسجد الحرام: الدور الأرضي، أو
الدور الثاني، أو الدور الثالث، أو يخرج يصليهما خارج المسجد الحرام، داخل الحرم،
في بيته، أو في أي مكان من الحرم، فالأمر في هذا واسع. ولله الحمد.
لما فرغ صلى الله عليه وسلم من ركعتي الطواف، وأراد أن يذهب إلى المسعى، أتى إلى الحجر الأسود، واستلمه؛ كما كان يستلمه في