×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم خرج إلى الصفا من الباب الذي يقابله ([1]).

****

 الطواف، وهذا إن تيسر؛ فهو سنة، وإن لم يتيسر، فإنه لا يتعين، فيذهب إلى المسعى، ولو لم يأت إلى الحجر.

وهذا يدل على أن السعي يكون بعد الطواف، هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي داوم عليه هو أصحابه، ولم يُذكر أنه صلى الله عليه وسلم سعى قبل أن يطوف.

وأما رواية الذي قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: «لاَ حَرَجَ، لاَ حَرَجَ» ([2])، فهذا يخالف الأحاديث، التي وردت من فعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه وفعل المسلمين.

وبعض العلماء يقول: إن هذا خاص بالذي نسي؛ لأنه لم يشعر، وأما أن يتعمد الإنسان السعي قبل الطواف، فهذا -والله- مخالفة صريحة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

الرسول صلى الله عليه وسلم لما حاضت عائشة رضي الله عنها قال: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» ([3])، ولم يذكر عنها رضي الله عنها أنها سعت بين الصفا والمروة قبل الطواف، لم يذكر هذا، فدل على أن السعي يكون بعد الطواف، ودعونا من بعض الفتاوى التي تشوش على الناس.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2015).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1650)، ومسلم رقم (1211).