ثم
أتى إلى الجمرة الوسطى، فرماها كذلك، ثم انحدر ذات اليسار مما يلي الوادي، فوقف
مستقبل القبلة، رافعًا يديه يدعو قريبًا من وقوفه الأول. ثم أتى جمرة العقبة،
فاستبطن الوادي، وجعل البيت عن يساره، فرماها بسبع حصيات كذلك، ثم رجع، ولم يقف
عندها. فقيل: لضيق المكان.
وقيل
-وهو أصح-: إن دعاءه كان في نفس العبادة، فلما رماها، فرغ الرمي، والدعاء في صلب
العبادة أفضل.
****
بسبع حصيات متعاقبة،
واحدة تلو الأخرى، يكبر مع كل حصاة.
مثلما دعا صلى الله
عليه وسلم بعد الجمرة الصغرى دعا بعد الجمرة الوسطى أيضًا.
جمرة العقبة هي
الجمرة الأخيرة مما يلي مكة.
أي: أنه صلى الله
عليه وسلم استقبل الجمرة، وجعل منى عن يمينه، وجعل البيت عن يساره، ورماها بسبع
حصيات، ثم انصرف صلى الله عليه وسلم، ولم يقف للدعاء بعدها؛ لأن الرمي انتهى، ولا
دعاء بعد جمرة العقبة.
الدعاء في وسط العبادة أفضل من الدعاء خارج العبادة؛ فالدعاء في أثناء الرمي أفضل، ولذلك لم يدع بعد نهاية الرمي؛ بعد نهاية العبادة.