×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فرماها بسبع حصيات، واحدة بعد واحدة. يقول مع كل حصاة: «الله أكبر»، ثم تقدم عن الجمرة أمامها، حتى أسهل، فقام مستقبل القبلة، ثم رفع يديه، ودعا دعاء طويلاً بقدر سورة البقرة.

****

  قوله: «فرماها بسبع حصياتٍ»، فإن رماها بأقل من سبع حصيات، لم يجزئه ذلك، حتى يكمل السبع.

قوله: «واحدة بعد واحدةٍ»، فإذا رماها كلها دفعة واحدة، ما أجزأت إلا عن حصاة واحدة، ويبقى عليه ست؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رماها واحدة بعد واحدة، ولم يرمها دفعة واحدة.

يكبر؛ لأن المقصود من رمي الجمرات هو ذكر الله سبحانه وتعالى، فالرمي ذكر الله، وليس رميًا للشيطان؛ كما يقول بذلك العوام، ويسمون الجمرات: الشياطين. هذا جهل منهم، الجمرات مشاعر، وليست شياطين، ورمي الجمرات من أجل ذكر الله عز وجل ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَالسَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيِ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل » ([1])، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله سبحانه وتعالى مع كل حصاة، فيقول: «الله أكبر».

ثم لما رمى الجمرة الصغرى صلى الله عليه وسلم، اتجه إلى الوسطى، ولما مشى قليلاً، اتجه إلى الكعبة، ووقف رافعًا يديه ودعا دعاءً طويلاً، قال ابن عمر رضي الله عنهما: «بِقَدْرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ» ([2]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1888)، وأحمد رقم (25080)، والحاكم رقم (1685).

([2])أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (14343).