ولم
يرمل فيه، ولا في طواف الوداع، وإنما رمل صلى الله عليه وسلم في طواف القدوم.
ثم
أتى صلى الله عليه وسلم زمزم وهم يسقون، فقال: «لَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ
النَّاسُ لَنَزَلْتُ فَسَقَيْتُ مَعَكُمْ» ([1]).
****
ولم يرمل فيه مثلما رمل في طواف القدوم أو طواف
العمرة؛ فالرمل إنما في طواف القدوم، أو طواف العمرة، أما طواف الإفاضة وطواف
الوداع أو طواف التطوع، فليس فيه رمل.
بعد أن طاف رسول
الله صلى الله عليه وسلم طواف الإفاضة، وصلى ركعتي الطواف؛ فإنه من المعلوم أن
للطواف صلاة، تسمى صلاة الطواف، أو ركعتي الطواف، ذهب صلى الله عليه وسلم إلى
المسعى، وفي طريقه مرّ على بئر زمزم، والناس يسقون عليها، فشرب رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ففيه استحباب الشرب من ماء زمزم بعد طواف الإفاضة.
كان الماء يستنبط من
زمزم بواسطة الدِّلاء، وكانت السقاية من عمل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه،
هو الذي يقوم عليها؛ لأن قريشًا وزعت فيما بينها أعمال الحج:
فمنهم من يقوم
بسقاية الحاج، وكان هذا من نصيب العباس بن عبد المطلب.
ومنهم من يقوم بالرفادة؛ أي: يقوم بإطعام الحجاج، ويسمونه الرفادة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).