فإن
كان حديث الأسود محفوظًا، فصوابه: «لَقِيَنِي وَأَنَا مُصْعِدَةٌ مِنْ مَكَّةَ،
وَهُوَ مُنْهَبِطٌ إِلَيْهَا»؛ فإنها قضت عمرتها، ثم أصعدت لميعاده، فوافته قد أخذ
في الهبوط إلى مكة للوداع. وله وجه غير هذا.
واختلف
في التحصيب: هل هو سنة، أو منزل اتفاق؟
****
قوله: «وله وجه غير
هذا»، وهو العكس، والأمر في هذا سهل.
حكم التحصيب، وهو
النزول بالمحصب بعد الحج -أي: بالأبطح-، واليوم لم يعد للأبطح وجود، لكن لو كان
موجودًا؛ كما هو إلى عهد قريب موجود، فهل المبيت بالمحصب بعد الحج سنة، فعله
الرسول صلى الله عليه وسلم من باب التشريع، أو أن المبيت فيه ليس بسنة، وإنما هو
حسب الحاجة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقصد المبيت فيه لأجل التشريع، وإنما
قصده؛ لأنه وجد الخيمة قد نصبت، فنزل فيها، ينتظر اجتماع أصحابه، ثم يودع، ويمشي
إلى المدينة.
****
الصفحة 12 / 664