×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

    ففرغت من عمرتها ليلاً، ثم وافت المحصب مع أخيها فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: «فَرَغْتُمَا». قَالت: نعم، فَنَادَى بِالرَّحِيلِ، فَارْتَحَلَ النَّاسُ ([1]).

وفي حديث الأسود في «الصحيح» عنها قالت: «فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُصْعِدٌ مِنْ مَكَّةَ، وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ عَلَيْهَا، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ وَهُوَ مُنْهَبِطٌ مِنْهَا» ([2])، ففيه أنهما تلاقيا في الطريق، وفي الأول أنه انتظرها في منزله.

****

  ذهبت رضي الله عنها مع أخيها، وأحرمت من التنعيم، وجاءت وأدت عمرتها، ثم رجعت إلى منزل الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحصب.

نادى بالرحيل إلى المدينة، فارتحل الناس قافلين إلى المدينة.

اختلفت الروايات: هل عائشة رضي الله عنها لما انتهت من عمرتها، التقت برسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء دخوله إلى مكة؟

فقولها: «مُصْعِدَةٌ»؛ أي: ذاهبة إلى المحصب، والرسول صلى الله عليه وسلم نازل، أو العكس، وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل إلى مكة، وطاف طواف الوداع آخر الليل، ثم خرج، ولقي عائشة رضي الله عنها ذاهبة إلى مكة لأداء العمرة، والأمر في ذلك سهل.

لا شك أنهما تلاقيا، لكن أيها الداخل وأيهما الخارج؟


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1788).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1561)، ومسلم رقم (1211).