×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

أن يعمرها عمرة مفردة، فأخبرها أن طوافها بالبيت وبالصفا والمروة، قد أجزأ عن حجها وعمرتها.

فأبت إلا أن تعتمر عمرة مفردة، فأمر أخاها أن يعمرها من التنعيم،

****

 الأمر؛ فإن ذلك من الابتلاء والامتحان؛ قال تعالى: ﴿وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ [محمد: 4]. فلا يجوز السكوت عن أعمال هؤلاء، بل يجب إنكارها، ومطالبة ولاة الأمور بالقضاء عليها ومنعها؛ لئلا تغرق السفينة بالجميع.

لأن العمرة دخلت في الحج، فيكفي لهما طواف واحد وسعي واحد، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على عباده.

لأن التنعيم هو أدنى الحل، وإلا لو اعتمر الإنسان من أي حدود الحرم، سواء من عرفة، من الجعرانة، من التنعيم، من الشميسي، من أي جهة، لكنه لا يحرم بالعمرة من مكة، لا بد أن يخرج إلى الحل، فيحرم بالعمرة من الحل.

وأما من نوى الحج وهو في مكة، فإنه يحرم من مكة؛ لأنه سيخرج إلى عرفة، وسيخرج إلى الحل، فالحج بعض أعماله تؤدي في الحل، وبعضها في الحرم، وأما العمرة، فكل أعمالها تؤدي في الحرم، فلا بد أن يخرج من يريد العمرة وهو في مكة إلى الحل؛ ليجمع في نسكه بين الحل والحرم، هذه هي الحكمة.


الشرح