×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 فهي رضي الله عنها لم تقنع بذلك؛ تريد أن تأتي بعمرة مستقلة، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم إلحاحها بعدما بيَّن لها أن عمرتها التي أدخلتها على الحج كافية، إلا أنها لم تطب نفسها لذلك، فأعمرها الرسول صلى الله عليه وسلم من التنعيم؛ لأنه أدنى الحل، أدنى حدود الحرم، وبعث معها أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، فأحرمت من التنعيم بالعمرة، ثم دخلت إلى مكة، وأدت العمرة.

وهذا فيه دليل على أن المرأة تحتاج إلى محرم، حتى في المسافة القليلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما.

واليوم ينادون بأن تستقل المرأة من كل أحكام الشرع، ومنها المحرم، يريدون أن يخلصوها من المحرم، وأن تسافر إلى ما شاءت بدون محرم، وهذه مصادمة واضحة لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

وليس هذا فحسب، بل إن لهم مبادرات قبيحة في مهاجمة الأحكام الشرعية وتخليص الناس منها -بزعمهم-، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يتم نوره، وأن يخذل أعداءه.

فكل من حاد الله عز وجل ورسوله، فإن الله له بالمرصاد: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ [المجادلة: 5].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡأَذَلِّينَ ٢٠ كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ [المجادلة: 20- 21].

والله عز وجل ناصر دينه، ولكن يجب علينا أن ننكر على هؤلاء، وأن نطلب منعهم من هذه المهاجمة لأحكام الشرع، ولا نسكت حيال هذا


الشرح