×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

واستأذنه العباس رضي الله عنه أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له ([1]).

واستأذنه رعاء الإبل في البيتوتة خارج منى عند الإبل، فأرخص لهم أن يرموا يوم النحر،

****

استأذنه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن يبيت في مكة، ولا يبيت في منى؛ من أجل أن يشرف على سقاية الحجاج من زمزم، وهذا عذر عذره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسقط عنه المبيت في منى.

هذه هي الأعذار التي تسقط المبيت في منى أيام التشريق؛ فإن أصل المبيت في منى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج، لكنه يسقط عن أصحاب الأعذار؛ مثل: العباس، فقد كان يقوم على سقاية الحجاج، ومثل: من يقومون على مصالح الحجاج؛ مثل: الجنود، ومثل: الأطباء؛ فإن هؤلاء يسقط عنهم المبيت؛ لأنهم يقومون على أعمال الحجاج.

وكذلك استأذنه رعاة الإبل؛ لأن الحج كان على الإبل، والإبل تحتاج إلى رعي؛ لذا كان لها رعاة، استأذنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركوا المبيت في منى؛ من أجل المحافظة على الإبل في المرعى، فأذن لهم صلى الله عليه وسلم.

فالرمي رخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمعوه في يوم واحد، رمي الجمرات ثلاثة أيام التشريق يجمعونه في يوم واحد: إما جمع تقديم، وإما جمع تأخير. فهذه أعذار يرخص فيها عن ترك المبيت في منى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1634)، ومسلم رقم (1315).