بِالعِلْمِ، وَوَصَفَ عِبَادَهُ بِالعِلْمِ؛
فَقَالَ: ﴿وَمَآ
أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾
[الإسرَاء: 85]، وَقَالَ: ﴿وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يُوسُف: 76]، وَقالَ: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ﴾ [القَصَص: 80]، وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِالقُوَّةِ؛
فَقَالَ: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحَجّ: 40]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ﴾ [الذّاريَات: 58]، وَوَصَفَ عِبَادَهُ بِالقُوَّةِ؛
فَقَالَ: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ
مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ﴾ [الرُّوم: 54] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَمَعْلومٌ أَنَّ أَسْمَاءَ اللهِ وَصِفَاتِهِ تَخُصُّهُ
وَتَلِيقُ بِهِ، وَأَسْمَاءَ المَخْلُوقِينَ وصِفَاتِهِم تَخُصُّهُمْ وَتَلِيقُ
بِهِمْ، وَلاَ يَلْزَمُ مِن الاِشْتِراكِ فِي الاِسْمِ وَالمَعنى الاِشْتِراكُ فِي
الحَقِيقَةِ؛ وذَلِكَ لِعَدَمِ التَّماثُلِ بَيْنَ المُسَمَّيَيْنِ
وَالمَوْصُوفَينِ، وَهَذَا ظَاهِرُ، وَالحَمْدُ للهِ.
* الوَجْهُ الثَّالِثُ:
أَنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ صِفَاتُ كَمَالٍ، لاَ يَصْلُحُ
أَن يَكُونَ إِلَهًا؛ وَلهَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأِبِيهِ: ﴿لِمَ تَعۡبُدُ
مَا لَا يَسۡمَعُ وَلَا يُبۡصِرُ﴾
[مَريَم: 42].
وَقَالَ تَعَالَى - فِي الرَّدِّ عَلَى الَّذِينَ
عَبَدُوا العِجْلَ: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا
يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ﴾
[الأعرَاف: 148].
* الوَجْهُ الرَّابعُ:
أَنَّ إِثْبَاتَ الصِّفَات كَمَالٌ، وَنَفْيَهَا نَقْصٌ؛ فَالَّذِي لَيْسَ لَهُ صِفَاتٌ، إِمَّا مَعْدُومٌ وَإِمَّا نَاقِصٌ، وَاللهُ تَعَالَى مُنَّزهٌ عَنْ ذَلِكَ.