×
عقيدة التوحيد

فَالشّرْكُ أَظْلَمُ الظُّلْمِ، وَالتَّوْحِيدُ أَعْدَلُ العَدْلِ؛ فَمَا كَانَ أَشَدَّ مُنَافَاةً لِهَذَا المَقْصُودِ، فَهُوَ أَكْبَرُ الكَبَائِرِ...».

إِلَى أَنْ قَالَ: «فَلَمَّا كَانَ الشّرْكُ مُنَافِيًا بِالذَّاتِ لِهَذَا المَقْصُودِ؛ كَانَ أَكْبَرَ الكَبَائِرِ عَلَى الإِطْلاَقِ، وَحَرَّمَ اللهُ الجَنَّةَ عَلَى كُلَّ مُشْرِكٍ، وَأَبَاحَ دَمَهُ وَمَالَهُ وَأَهْلهُ لأَهْلِ التَّوْحِيدِ، وَأَنْ يَتَّخِذُوهُمْ عَبِيدًا لَهُمْ؛ لَمَّا تَرَكُوا القِيَامَ بِعُبُودِيَّتِهِ، وَأَبَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَقْبَلَ لِمُشْرِكٍ عَمَلاً، أَوْ يَقْبَلَ فِيهِ شَفَاعَةً، أَوْ يَسْتَجِيبَ لَهُ فِي الآخِرَةِ دَعْوَةً، أَوْ يَقْبَلَ لَهُ فِيهَا رَجَاءً؛ فَإِنَّ المُشْرِكَ أَجْهَلُ الجَاهلِينَ بِاللهِ؛ حَيْثُ جَعَلَ لَهُ مِنْ خَلْقِهِ نِدّا، وَذَلِكَ غَايَةُ الجَهْلِ بِهِ، كَمَا أَنَّهُ غَايَةُ الظُّلْمِ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ المُشْرِكُ فِي الوَاقِعِ لَمْ يَظْلِمْ رَبَّهُ، وَإنّمَا ظَلَمَ نَفْسَهُ». انْتَهَى.

* أَنَّ الشِّرْكَ تَنَقُّص وَعَيْب نَزَّهَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ عَنْهُمَا، فَمَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ، فَقَدْ أَثْبَتَ للهِ مَا نَزَّه نَفْسَهُ عَنْهُ، وَهَذَا غَايَةُ المُحَادَّةِ للهِ تَعَالَى، وَغَايَةُ المُعَانَدَةِ واَلمُشَاقَّةِ للهِ.

·       أَنْوَاعُ الشِّرْكِ:

الشِّرْكُ نَوْعَانِ:

* النَّوْعُ الأَوَّلُ: شِرْكٌ أَكْبَرُ؛ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ، وَيُخَلَّدُ صَاحِبهُ فِي النَّارِ، إِذَا مَاتَ ولَمْ يَتُبْ مِنْهُ؛ وَهُوَ صَرْفُ شَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ لِغَيْرِ اللهِ؛ كَدُعَاءِ غَيْرِ اللهِ، وَالتَّقَرُّبِ بِالذَّبَائِحِ وَالنُّذُورِ لِغَيْرِ اللهِ مِنَ القُبُورِ وَالجِنَّ وَالشَّيَاطِينِ، وَالخَوْفِ مِنَ المَوْتَى أَوْ الجِنّ أَوْ الشَّيَاطِينِ أَنْ يَضُرُّوهُ أَوْ يُمْرضُوهُ، وَرَجَاءِ غَيْرِ اللهِ فِيمَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلاَّ اللهُ مِنْ قَضَاءِ الحَاجَاتِ، وَتَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ، مِمَّا يُمَارَسُ الآنَ حَوْلَ الأَضْرحَةِ المَبْنِيَّةِ عَلَى قُبُورِ الأَوليَاءِ وَالصَّالِحينَ؛ قَالَ تَعالَى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا


الشرح