يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ
قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾[يُونس:
18].
* وَالنَّوْعُ الثَّانِي:
شِرْك أَصْغَرُ؛ لاَ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ؛ لَكنَّهُ يَنْقُصُ التَّوْحِيدَ،
وَهُوَ وَسِيلَة إِلَى الشّركِ الأَكْبَرِ، وَهُوَ قِسْمَانِ:
القِسْمُ الأَوَّلُ: شِرْك
ظَاهِر عَلَى اللّسَانِ وَالجَوَارِحِ، وَهُوَ أَلْفَاظ وَأَفْعَال؛ فَالأَلْفَاظُ
كَالحَلِفِ بِغَيْرِ اللهِ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حلَفَ بِغَيْرِ اللهِ، فَقَدْ كَفَرَ، أَوْ أَشْرَكَ» ([1]).
وَكَقَوْلِ: «مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم -لَمَّا قَالَ
لَهُ رَجُلُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشئْتَ، فَقَالَ-: «أَجَعَلتَنِي للهِ نِدَّا؟! قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» ([2])،
وَكَقَوْلِ: «لَوَلاَ اللهُ وَفُلاَن»، وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ: «مَا شَاءَ
اللهُ ثُمَّ فُلاَن»؛ وَ «لَوَلاَ اللهُ ثُمَّ فُلاَن»؛ لأَِنَّ ﴿ثَمَّ﴾
تُفِيدُ التَّرْتِيبَ مَعَ التَّرَاخِي، وَتَجعَل مَشِيئَةَ العَبْدِ تَابِعةً
لِمَشِيئَةِ اللهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾[التّكوير: 29]، وَأَمَّا الوَاوُ فَهِيَ لِمُطْلَقِ
الجَمْع وَالاِشْتِرَاكِ؛ لاَ تَقْتَضِي تَرْتِيبًا وَلاَ تَعْقِيبًا؛ وَمِثْلُهُ
قَوْلُ: «مَا لِي إِلاَّ اللهُ وَأَنْتَ»، وَقَوْلُهُ: «هَذَا مِنْ بَرَكَاتِ
اللهِ وَبَرَكَاتِكَ».
وَأَمَّا الأَفْعَالُ: فَمِثْلُ لُبْسِ الحَلقَةِ وَالخَيْطِ؛ لِرَفْعِ البَلاَءِ أَوْ دَفْعِهِ، وَمِثْلُ تَعْلِيقِ التَّمَائمِ؛ خَوْفًا مِنَ العَيْنِ وَغَيْرِهَا؛ إِذَا اعْتُقِدَ أَنَّ هَذِهِ أَسْبَاب لِرَفْعِ البَلاَءِ أَوْ دَفْعِهِ، فَهَذَا شِرْك أَصْغَرُ؛ لأَِنَّ اللهَ لَمْ يَجعَل هَذِهِ أَسْبَابًا،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6072)، والترمذي رقم (1535)، وأبي داود رقم (3251)، والحاكم، رقم (7814).