×
عقيدة التوحيد

 مِنَ الوُقُوعِ فِيهِ؛ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ» ([1]).

الفُرُوقُ بَيْنَ النِّفَاقِ الأَكْبَرِ وَالنِّفَاقِ الأَصْغَرِ:

·       أَنَّ النِّفَاقَ الأَكْبَرَ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ، وَالنِّفَاقَ الأَصْغَرَ لاَ يُخْرِجُ مِنَ المِلَّةِ.

·       أَنَّ النِّفَاقَ الأَكْبَر: اخْتِلاَفُ السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ فِي الاِعْتِقَادِ، وَالنِّفَاقَ الأَصْغَرَ: اخْتِلاَفُ السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ فِي الأَعْمَالِ دُونَ الاِعْتِقَادِ.

·       أَنَّ النِّفَاقَ الأَكْبَرَ لاَ يَصْدُرُ مِنْ مُؤْمِنٍ، وَأَمَّا النِّفَاقُ الأَصْغَرُ فَقَدْ يَصْدُرُ مِنَ المُؤْمِنِ.

·                   أَنَّ النِّفَاقَ الأَكْبَرَ فِي الغَالِبِ لاَ يَتُوبُ صَاحِبُهُ، وَلَوْ تَابَ فَقَد اخْتُلِفَ فِي قَبُولِ تَوْبَتِهِ عِنْدَ الحَاكِم، بِخلاَفِ النِّفَاقِ الأَصْغَرِ؛ فَإِنَّ صَاحِبَهُ قَدْ يَتُوبُ إِلَى اللهِ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ؛ قَالَ شَيْخ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَّة رحمه الله: «وَكَثِيرًا مَا تَعْرِضُ لِلْمُؤْمِنِ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وَقَدْ يَرِدُ عَلَى قَلْبِهِ بَعْضُ مَا يُوجِبُ النِّفَاقَ، وَيَدْفَعُهُ اللهُ عَنْهُ، وَالمُؤْمِن يُبْتَلَى بِوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ، وَبِوَسَاوِسِ الكُفْرِ، الَّتِي يَضِيقُ بِهَا صَدْرُهُ؛ كَمَا قَالَ الصَّحَابَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسهِ مَا لَأَنْ يَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟! فَقَالَ: «ذَلِكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ» ([2])، وَفِي رِوَايَةٍ: مَا يَتَعَاظَمُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟! قَالَ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الوَسْوَسَةِ» ([3])؛ أَيْ: حُصُولُ هَذَا الوَسْوَاسِ، مَعَ هَذِهِ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري، رقم (1/26).

([2])  أخرجه: مسلم، رقم (132).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (2097)، وأبو داود رقم (5112)، والنسائي، رقم (10503)، وابن حبان رقم (147).