×
عقيدة التوحيد

 ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا [النِّسَاء: 60]؛ لِمَا فِي ضِمْنِ قَوْلِهِ﴿يَزۡعُمُونَمِنْ نَفْيِ إِيمَانِهِمْ؛ فَإِنَّ ﴿يَزۡعُمُونَإِنمَا يُقَالُ غَالِباً لِمَن ادَّعَى دَعْوَى هُوَ فِيهَا كَاذِب؛ لِمُخَالَفَتِهِ لِمُوجَبِهَا، وَعَمَلِهِ بِمَا يُنَافيهَا؛ يُحَقِّقُ هَذَا قَوْلُهُ: ﴿وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ لأَِنَّ الكُفْر بِالطَّاغُوتِ رُكْن التَّوحِيدِ؛ كَمَا فِي آية البَقَرَة، فَإذَا لَمْ يَحْصُل هَذَا الرُكْن؛ لَمْ يَكُنْ مُوَحِّداً، والتَّوحِيد هُوَ أَسَاس الإِيِمَانِ، الَّذِي تَصْلُح بِهِ جَميِع الأَعْمَالِ، وَتَفْسد بِعَدَمِهِ؛ كَمَا أَنَّ ذَلِكَ بَيّنٌ فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البَقَرَة: 256]؛ وَذَلِكَ أَنَّ التَّحَاكُمَ إِلَى الطَّاغُوتِ إِيمَانٌ بِهِ.

وَنَفْيُ الإِيِمَانُ عَمَّنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تَحْكِيمَ شَرْعِ الله إِيِمَانٌ وَعَقِيدةٌ، وَعِبَادَةٌ للهِ، يَجِبُ أَن يَدِينَ بِهَا المُسْلِمُ، فَلاَ يُحَكّمُ شَرْع اللهِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ تَحْكِيمَهُ أَصْلَحُ لِلنَّاسِ وَأَضْبَطُ لِلأَمْنِ فَقَطْ، فَإِنَ بَعْضَ النَّاسِ يُرَكِزُ عَلَى هَذَا الجَانِبِ، وَيَنْسَى الجَانِبَ الأَوَّلُ، واللهُ سُبْحَانَهُ قَدْ عَابَ عَلَى مَنْ يُحَكِّمُ شَرعَ الله لأَِجْلِ مَصْلَحَةِ نَفْسه، مِنْ دُونِ تَعَبُّدٍ للهِ تعَالَى بِذَلِكَ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ ٤٨وَإِن يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ ٤٩ [النُّور: 48-49].

فَهُمْ لاَ يَهْتَمُّونَ إِلاَّ بِمَا يَهْوَوْنَ، وَمَا خَالَفَ هَوَاهُمْ، أَعْرَضُوا عَنْه؛ لأَِنَّهُمْ لاَ يَتَعَبَّدُونَ للهِ بِالتَّحَاكُمِ إِلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.

·       حُكْمُ مَنْ حَكَمَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ:

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [المَائدة: 44]:


الشرح