×
عقيدة التوحيد

 الَّذِي لَهُ الحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ؛﴿لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [القَصَص: 88]، ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا [الفَتْح: 28] ».

وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله أَيْضًا: «لاَ رَيْبَ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ وُجُوبَ الحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ؛ فَهُوَ كَافِرٌ، فَمَنِ اسْتَحَلَّ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا يَرَاهُ هُوَ عَدْلاً، مِنْ غَيْرِ اتِّبَاعٍ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ؛ فَهُوَ كَافِرٌ، فَإِنَّهُ مَا منْ أُمَّةٍ إِلا وَهِي تَأْمُرُ بِالحُكْمِ بِالعَدْلِ، وَقَدْ يَكُونُ العَدْلُ فِي دِيِنِهَا مَا يَرَاهُ أَكَابِرُهُمْ، بَلْ كَثِيرٌ مِنَ المُنْتَسِبينَ إِلَى الِإسْلاَمِ؛ يَحْكُمُونَ بِعَادَاتِهِمُ الَّتِي لَمْ يُنْزِلهَا اللهُ، كَسَوَالِيف البَادِيَةِ [أَيْ: عَادَاتِ مَنْ سَلَفهُمْ]، وكَانُوا الأُمَرَاءَ المطَاعِينَ، وَيَرونَ أَن هَذَا هُوَ الَّذِي يَنْبَغِي الحُكْمُ بِهِ دُونَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَهَذَا هُوَ الكُفْرُ؛ فَإِنَّ كَثِيراً مِن النَّاسِ أَسْلَمُوا؛ وَلَكِنْ لاَ يَحْكُمُونَ إِلاَّ بِالعَادَاتِ الجَارِيَةِ؛ الَّتِي يأْمُرُ بِهَا المُطَاعُونَ، فَهَؤُلاَءِ إِذَا عَرفُوا أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لهُم الحُكْم إِلا بِمَا أنْزَلَ اللهُ، فَلَمْ يَلْتَزِمُوا ذَلِكَ، بَل اسْتَحَلُّوا أَنْ يَحْكُمُوا بِخِلاَفِ مَا أَنْزَلَ اللهُ: فَهُمْ كُفَّارٌ». انْتَهَى.

وَقَالَ الشَّيخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيم رحمه الله: «وَأَمَّا الَّذِي قِيِل فِيهِ: إِنَّهُ كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ، إِذَا حَاكَمَ إِلَى غَيْرِ اللهِ، مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّهُ عَاصٍ، وَأَنَّ حُكْمَ اللهِ هُوَ الحَقُّ، فَهَذَا الَّذِي يَصْدُرُ مِنْهُ المَرَّةَ وَنَحْوَهَا، أَمَّا الَّذِي جَعَلَ قَوَانِينَ بِتَرْتِيبٍ وَتَخْضِيعٍ، فَهُوَ كُفْرٌ، وَإِنْ قَالُوا: أَخْطَأْنَا وَحُكْمُ الشَّرْعِ أعْدَلُ؛ فَهَذَا كُفْرٌ نَاقِلٌ عَنْ المِلَّةِ».

فَفَرَّقَ رحمه الله بَيْنَ الحُكْمِ الجُزْئِيِّ الَّذِي لاَ يَتَكَرَّرُ، وَبَيْنَ الحكْمِ العَامِّ الَّذِي هُوَ المَرْجِعُ فِي جَمِيعِ الأَحْكَامِ، أَوْ غَالِبِهَا، وَقَرَّرَ أَنَّ هَذَا الكُفْرَ نَاقِلٌ عَنِ المِلَّةِ مُطْلَقَاً؛ وَذَلِكَ لأَِنَّ مَنْ نَحَّى الشَّرِيعَةَ الإِسْلاَمِيَّةَ، وَجَعَلَ


الشرح