×
عقيدة التوحيد

* أَنَّهُمْ تُضَاعَفُ لَهُمُ الحَسَنَاتُ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلاَ يُسَاوِيهِمْ أَحَد فِي الفَضْلِ، وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ خَيْرُ القُرُونِ، وَأَنَّ المُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إِذَا تَصَدَّقَ بِهِ، أَفْضَلُ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا إِذَا تَصَدَّقَ بِهِ غَيْرهُمْ رضي اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله: «وَسَائِرُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ لاَ يَعْتَقِدُونَ عِصْمَةَ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَة، وَلاَ القَرَابَةِ وَلاَ السَّابِقِينَ وَلاَ غَيْرِهِمْ؛ بَلْ يَجُوزُ عَنْدَهُمْ وُقُوعُ الذُّنُوبِ مِنْهُمْ، وَاللهُ تَعَالَى يَغْفِرُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ، وَيَرْفَعُ لَهُمْ دَرَجَاتِهِم، وَيَغْفِرُ لَهُمْ بِحَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ، أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَسْبَابِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ٣٣لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٣٤لِيُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٣٥[الزُّمَر: 33-35]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ وَبَلَغَ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗ قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٥أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنۡهُمۡ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَعۡدَ ٱلصِّدۡقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ ١٦[الأحقاف: 15-16] ». انْتَهَى.

وَقَدِ اتَّخَذَ أَعْدَاءُ اللهِ مَا وَقَعَ بَيْنَ الصَّحَابَة وَقْتَ الفِتْنَةِ مِن الاِخْتِلاَفِ وَالاِقْتِتَالِ، سَبَبًا لِلوقيعة بِهِمْ، وَالنَّيْلِ مِنْ كَرَامَتِهِمْ، وَقَدْ جَرَى عَلَى هَذَا المُخَطَّطِ الخَبِيثِ بَعْضُ الكتابِ المُعَاصِرِينَ؛ الَّذِينَ يَهْرِفُونَ بِمَا لاَ يَعْرِفُونَ، فَجَعَلوا أَنَفْسَهُمْ حَكَما بيْنَ أَصْحَابِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ يُصَوِّبُونَ بَعْضَهُمْ، وَيُخَطِّئُونَ بَعْضَهُمَ، بِلاَ دَلِيلٍ، بَلْ بِالجَهْلِ وَاتِّبَاعِ الهوَى، وَتَرْدِيدِ مَا يَقُولُهُ المُغْرِضُونَ وَالحَاقِدُونَ مِنَ المُسْتَشْرِقِينَ


الشرح