×
عقيدة التوحيد

لاَ أَعْلَمُ لِهَذَا المَوْلِدِ أَصْلاً فِي كِتَابٍ وَلاَ سُنَّةٍ، وَلاَ يُنْقَلُ عَمَلُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، الَّذِينَ هُمُ القُدْوَةُ فِي الدِّينِ، المُتَمَسِّكُونَ بِآثَارِ المُتَقَدِّمِينَ، بَلْ هُوَ بِدْعَة أَحْدَثَهَا البَطَّالُونَ، وَشَهوَةُ نَفْسٍ اغْتَنَى بِهَا الأَكَّالُونَ».

وَقَالَ شَيْخُ الإَسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله: «وَكَذَلِكَ مَا يُحْدِثُهُ بَعْضُ النَّاسِ، إِمَّا مُضَاهَاة لِلنَّصَارَى فِي مِيلاَدِ عِيسَى عليه السلام، وَإِمَّا مَحَبَّة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَتَعْظِيمًا لَهُ... مِنِ اتِّخَاذِ مَوْلِدِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عِيدًا، مَعَ اخْتِلاَفِ النَّاسِ فِي مَوْلِدِهِ، فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ السَّلَف... وَلَوْ كَانَ هَذَا خَيْرًا مَحْضًا، أَوْ رَاجِحًا، لَكَانَ السَّلَف رضي الله عنهم أَحَقَّ بِهِ مِنَّا؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ مَحَبَّةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَشَدَّ تَعْظِيمًا لَهُ مِنَّا، وَهُمْ عَلَى الخَيْرِ أَحْرَصُ، وَإِنَّمَا كَمَالُ مَحَبَّتِهِ وَتَعْظِيمِهِ: فِي مُتَابَعَتِهِ وَطَاعَتِهِ، وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَإِحْيَاءِ سُنَّتِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا، وَنَشْرِ مَا بُعِثَ بِهِ، وَالجِهَادِ عَلَى ذَلِكَ بِالقَلْبِ وَاليَدِ وَاللِّسَانِ، فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ طَرِيقَةُ السَّابِقِينَ الأَوَّلينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ...»، انْتَهَى بِبَعْضِ اخْتِصَارٍ.

وَقَدْ أُلِّفَتْ فِي إِنْكَارِ هَذِهِ البِدْعَةِ كُتُب وَرَسَائِلُ قَديمَة وَحَدِيثَة، وَهُوَ - علاَوَةً عَلَى كَوْنِهِ بِدْعَةً وَتَشَبُّهًا - فَإِنَّهُ يِجُرُّ إِلَى إِقَامَةِ موالد أُخْرَى؛ كَمَوَالِدِ الأَوليَاءِ وَالمَشَايِخِ وَالزُّعَمَاءِ؛ فَيَفْتَحُ أَبْوَابَ شَرٍّ كَثِيرَةً.

·       التَّبَرُّكُ بِالأَمَاكِنِ وَالآثَارِ وَالأَشْخَاصِ، أَحْياءً وَأَمْوَاتًا:

وَمِنَ البِدَعِ المُحْدَثَةِ: التَّبَرُّكُ بِالمَخْلُوقِينَ؛ وَهُوَ لَوْن مِنْ أَلْوَانِ الوَثَنِيَّةِ، وَشَبَكَة يِصْطَادُ بِهَا المُرْتَزِقَةُ أَمْوَالَ السُّذَّجِ مِنَ النَّاسِ، وَالتَّبَرُّكُ: طَلَبُ البَرَكَةِ؛ وَهِيَ: ثُبُوتُ الخَيْرِ فِي الشَيْءٍ وَزِيَادَتُهُ، وَطَلَبُ ثُبُوتِ الخَيْرِ وَزِيَادَتِهِ إِنَّمَا يِكُونُ مِمَّنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ وَيَقْدِرُ عَلَيْهِ؛ وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ؛


الشرح