·
البِدَعُ
فِي مَجَالِ العِبَادَاتِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ:
البِدَعُ الَّتِي أُحْدِثَتْ فِي مَجَالِ العِبَادَاتِ
فِي هَذَا الزَّمَانِ كَثِيرَة، وَالأَصْلُ فِي العِبَادَاتِ التَّوْقِيفُ؛ فَلاَ
يُشْرَعُ شَيْء مِنْهَا إِلاَ بدَلِيلٍ، وَمَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ دَلِيل فَهُوَ
بِدْعَة؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدّ» ([1]).
وَالعِبَادَاتُ الَّتِي تُمَارَسُ الآنَ وَلاَ دَلِيل
عَلَيْهَا كَثِيرَة جِدًّا:
* مِنْهَا: الجَهْرُ
بِالنِّيَّةِ لِلصَّلاَة: بِأَنْ يَقُولَ: «نَوَيْتُ أَنْ أُصَلّيَ للهِ كَذَا
وَكَذَا»، وَهَذَا بِدْعَة؛ لأَِنَّهُ لَيْسَ مِنْ سُنَّةِ النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم، وَلأنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ
عَلِيمٞ﴾ [الحُجرَات: 16].
وَالنِّيَّةُ مَحَلُّهَا القَلْبُ؛ فَهِيَ عَمَلٌ
قَلْبِيٌّ لاَ عَمَلٌ لِسَانِيٌّ.
* وَمِنْهَا: الذِّكْرُ
الجَمَاعِيُّ بَعْدَ الصَّلاَةِ؛ لأَِنَّ المَشْرُوعَ أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ يَقُولُ
الذِّكْرَ الوَارِدَ مُنْفَرِدًا.
* وَمِنْهَا: طَلَبُ
قِرَاءَةِ الفَاتِحَةِ فِي المُنَاسَبَاتِ، وَبَعْدَ الدُّعَاءِ، وَلِلأَمْوَاتِ.
* وَمِنْهَا: إِقَامَةُ
المَآتِمِ عَلَى الأَمْوَاتِ، وَصِنَاعَةُ الأَطْعِمَةِ وَاسْتِئْجَارُ
المُقْرِئِينَ، يَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ العَزَاءِ، أَوْ أَنَّ ذَلِكَ
يَنْفَعُ المَيِّتَ، وَكُلُّ ذَلِكَ بِدَع لاَ أَصْل لَهَا، وَآصَار وَأَغْلاَل
مَا أَنْزَلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ.
* وَمِنْهَا: الاِحْتِفَالُ بِالمُنَاسَبَاتِ الدِّينِيَّةِ؛ كَمُنَاسَبَةِ الِإسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ، وَمُنَاسَبَةِ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَهَذَا الاِحْتِفَالُ بِتِلْكَ المُنَاسَبَاتِ
([1]) أخرجه: البخاري، رقم (2550)، ومسلم، رقم (1718).