ومن النساء المسلمات من يستَعْمِلْنَ النِّفاق
في الحجاب، فإذا كُنَّ في مجتمع يلتَزِم الحِجابَ احتجَبْنَ، وإذا كُنَّ في مجتمع
لا يلتَزِم بالحِجابِ لم يحتَجِبْنَ، ومنهنَّ مَن تحتَجِب إذا كانت في مكانٍ
عامٍّ، وإذا دَخَلت محلًّا تجاريًّا أو مستشفًى، أو كانت تُكلِّم أَحَدَ صَاغَةِ
الحُلِيِّ أو أَحَدَ خَيَّاطِي المَلابِس النِّسائية كَشَفت وَجهَها وذِراعَيْها
كأنَّها عند زَوجِهَا أو أَحَدِ مَحارِمَها، فاتَّقِين الله يا من تفعلْنَ ذلك.
ولقد
شاهَدْنا بعضَ النِّساء القادِمَات في الطَّائرات من الخَارِج لا يحتَجِبْنَ إلاَّ
عند هُبوطِ الطَّائرة في أَحَدِ مَطاراتِ هذه البلاد، وكأنَّ الحجابَ صار من
العادات لا من المشروعات الدينية.
أيَّتها
المُسلِمة: إنَّ الحِجابَ يَصُونُكِ من النَّظَرات المسمومة
الصَّادِرة من مرضى القلوب وكِلاب البَشَر، ويقطع عنكِ الأَطماعَ المسعورة،
فالْزَمِيه وتمسَّكِي به، ولا تلتَفِتي للدِّعايات المُغرِضَة التي تحارب الحجاب
أو تقلل من شأنه فإنَّها تريد لكِ الشَّرَّ، كما قال الله تعالى: ﴿وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 27].
***
الصفحة 3 / 103