المرأة وأعداء المجتمع من أن المرأة شَريكَة
الرجل في العمل خارج البيت، فأخرجوها من بيتِهَا، وعَزَلوها عن وظيفتها الصَّحيحة،
وسلَّموها عَمَل غيرها، وسلَّموا عَمَلَها إلى غَيرِها؛ فاختلَّ نظام الأسرة، وساء
التَّفاهُم بين الزوجَيْن، مما يسبِّبُ في كثير من الأحيان الفِراق بينهما أو
البقاء على مَضَضٍ ونَكَد.
قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشِّنقيطيُّ رحمه الله: «واعلم
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن هذه الفِكرة الكافرة الخاطِئَة الخاسِئَة،
المخالِفَة للحِسِّ والعقل، وللوحي السماوي، وتشريع الخالق البارئ من تَسوِيَة
الأنثى بالذكر في جميع الأحكام والميادين فيها من الفساد والإخلال بنظام المجتمع
الإنساني ما لا يخفى على أحد إلاَّ من أعمى الله بصيرته.
وذلك لأنَّ الله جل وعلا جعل الأنثى بصفاتِهَا الخاصَّةِ
بها صالِحَةً لأنواع من المُشارَكة في بِناء المجتمع الإنسانِيِّ صَلاحًا لا
يصلُحُ له غَيرُها كالحَملِ والوَضعِ والإرضاع، وتربية الأولاد، وخِدمة البيت،
والقيام على شئونه من طَبْخ وعَجْن وكَنْس وغير ذلك، وهذه الخِدْمات التي تقوم بها
للمجتمع الإنساني داخل بيتها في سِتْرٍ وصِيانة وعفاف ومحافظة على الشَّرَف
والفضيلة والقِيَم الإنسانية لا تقلُّ عن خدمة الرجل بالاكتساب.
فزعم أولئك السَّفِلَة الجَهَلة من الكفار وأتباعهم أن
المرأة لها من الحقوق في الخدمة خارِجَ بيتِها مثل ما للرجل، مع أنها في زمَنِ
حَمْلِها وإرضاعها ونِفاسِها لا تقدِرُ على مُزاوَلة أيِّ عمل فيه أيُّ مشقة، كما
هو مشاهَدٌ.