فأنكر
-سبحانه- عليهم تخيرهم، وأخبر أن ذلك إلى الذي قسم بينهم معيشتهم، ورفع بعضهم فوق
بعض درجات.
وقوله
سبحانه: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[القصص: 68]، نزه نفسه عما اقتضاه شركهم من اقتراحهم واختيارهم، ولم يكن شركهم
متضمنًا لإثبات خالق سواه، حتى ينزه نفسه عنه.
****
الفقير؛ حتى تنتظم مصالحهم، ﴿لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم
بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ﴾ [الزخرف: 32]، هذه الحكمة في كون الله جعل أغنياء وفقراء، الحكمة قيام
مصالح الناس.
الله كما قسم بينهم
معيشتهم في الحياة، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وهو الذي يختار الرسل من المعادن
الصالحة؛ لتحمل الرسالة، ما كل أحد يصلح للرسالة، الناس ليسوا سواء، ولا يعلم ذلك
إلا الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ﴾ [الأنعام: 124].
فهم ما أشركوا في الربوبية؛ لأنهم يعرفون أن الربوبية خاصة بالله جل وعلا، فما نزه نفسه عن شريك في الربوبية؛ لأن هذا لم يقولوه، ولا أحد يقوله من العالم أن أحدًا يخلق مع الله، إنما أشركوا به في عبادته، وفي اختياره وتدبيره سبحانه وتعالى.