×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكل حديث في أذكار الوضوء التي تقال عليه فكذب،

****

فالمسح إذًا في موضعين: يكون على الخفين، ويكون أيضًا على الرأس: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ [المائدة: 6]، وقد بين صلى الله عليه وسلم كيف نمسح على رؤوسنا بفعله صلى الله عليه وسلم -كما تقدم-، ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ [المائدة: 6]، بالفتح معطوفًا على ﴿فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ [المائدة: 6]، والمعطوف على المنصوب منصوب.

لكن هناك قراءة: [المَائدة: 6] ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ، بالكسر، فكأنه في ظاهره أنه يمسح على الرجلين، لكن المراد بالمسح هنا الغسل، فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول ما مسح على رجليه أبدًا، كان يمسح على الخفين أو الجوربين، ولا مسح على الرجلين مجردتين أبدًا، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

إذًا: تكون قراءة الجر إنما هي للمجاورة فقط، قراءة للمجاورة؛ كما يأتي في اللغة العربية.

لم يثبت في الوضوء أذكار إلا في موضعين: قبله «بسم الله» لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ» ([1])، وقول: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ» ([2])، بعد الفراغ من الوضوء، هذا الذي صح عنه.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (397)، والدارمي رقم (718)، وأحمد رقم (11370).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (55).