وكان
يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين ([1])،
ويتيمم بالأرض التي يصلي عليها، ترابًا كانت أو سبخة أو رملاً.
****
جعل الله جل وعلا التيمم بالتراب بدلاً عن
استعمال الماء في حالتين:
الحالة الأولى: إذا لم يجد الماء: ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ﴾ [النساء: 43].
الحالة الثانية: إذا كان مريضًا،
يشق عليه الوضوء، فإنه يتيمم: ﴿وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ
جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ
تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ﴾ [المائدة: 6]، فجعل المرض عذرًا يبيح التيمم للمريض،
الذي يشق عليه استعمال الماء.
قال الله جل وعلا: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [النساء: 43]، وفي سورة المائدة: ﴿فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ﴾ [المائدة: 6]، أي:
من الصعيد، فهل لا بد أن يكون الصعيد له غبار، يعلق باليد، يمسح به وجهه وكفيه
بدلاً عن طهارة الماء، أو أنه يتيمم على الأرض التي حضرته الصلاة فيها، أيًّا كان
نوع هذه الأرض، سواء كانت ترابية، أو كانت رملية، أو كانت سبخة؟
الظاهر هو هذا: أنه يمسح على الأرض التي هو فيها، أيًّا كانت هذه الأرض، بشرط أن تكون طاهرة، أن يكون وجه الأرض طاهرًا، وهذا من تيسير الله عز وجل، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «... وَجُعِلَتِ الأَْرْضُ
([1])أخرجه: البخاري رقم (347)، ومسلم رقم (368).