×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي الصَّلاَةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ» ([1])،

****

 كُلُّهَا لِي وَلأُِمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي الصَّلاَةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ...» ([2])، فجعل المناط على إدراك الصلاة في أي مكان من الأرض، فلا يحمل معه التراب الذي له غبار، هذا ما أمر به الشرع، ولا فعله الصحابة، وإنما كانوا يتيممون حيث أدركتهم الصلاة في أي أرض كانت.

ومما يدل على أنه يتيمم على الأرض التي أدركته الصلاة فيها أنه في سفره مع أصحابه في غزوة تبوك مروا برمال في طريقهم ليس فيها تراب، إنما هي رمال، وما ذكر عنه أنه حمل معه التراب، ولا أمر بحمله.

قوله صلى الله عليه وسلم: «فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَعِنْدَهُ طَهُورُهُ»: مسجده البقعة التي يصلي فيها، وهذا من خصائص هذه الأمة، أما الأمم التي قبلها، فإنهم ما كانوا يصلون إلا في كنائسهم، أما هذه الأمة، فالله يسر لها، وخفف عنها، قال صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»([3])؛ يعني: الشفاعة العظمى.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (22137)، والبيهقي رقم (1059).

([2])أخرجه: أحمد رقم (22137)، والبيهقي رقم (1059).

([3])