وكان
من أيسر الناس صبًا لماء الوضوء، ويحذر أمته من الإسراف فيه، وصح عنه أنه توضأ مرة
مرة ([1])،
****
يعني: أقلهم صبًا
لماء الوضوء، ليس المقصود صب الماء، بل المقصود إحسان الوضوء وإتقان الوضوء، ولو
بالماء القليل أفضل، وهو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول أمر بإسباغ
الوضوء، وإسباغه: إتمامه وإكماله على الأعضاء، بحيث لا يبقى شيء من العضو لم يصله
الماء، فيجري الماء على جميع العضو، ولا يكون مسحًا فقط، وأما الدلك، فدلك العضو
إن حصل، وإلا فليس بلازم، المهم أن يجري الماء على العضو المأمور بغسله.
نهى صلى الله عليه
وسلم عن الإسراف في الماء، وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: أَفِي
الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ، قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ»
([2]). فلا يجوز الإسراف
في الماء؛ لأن هذا يدل على التنطع وعلى الغلو.
عرفنا مقدار الماء
الذي يصرفه صلى الله عليه وسلم في وضوئه، كم الغسلات التي يغسل بها الأعضاء -وجهه،
وفمه، وأنفه، ويديه، ورجليه، ومسح رأسه-، كم المرات؟ لابد أن تعرف هذا من أجل أن
تقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في وضوئه.
«توضأ مرةً مرةً»: هذا واجب، لا بد منه، وما زاد عليه إلى ثلاث، فهو مستحب، مرة مرة هذا واجب، مرتين مرتين هذا سنة، ثلاثًا ثلاثًا
([1])أخرجه: البخاري رقم (157).