×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وما توضأ إلا تمضمض واستنشق، ولم يحفظ عنه أنه أخل بهما مرة واحدة. وقد صرح الإمام ابن القيم في أكثر من موضع من كتبه بوجوب المضمضة والاستنشاق. وكذلك الوضوء مرتبًا ومتواليًا.

****

لم يترك المضمضة والاستنشاق؛ لأن بعض العلماء يقولون: ليسا بواجبين، بل مستحبان، النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك المضمضة والاستنشاق، حتى يتبين أنها غير واجبة، لو كان كذلك، لتركها، ولو مرة واحدة، فمداومته صلى الله عليه وسلم على المضمضة والاستنشاق دليل على أنهما واجبان، وهما من الوجه.

لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخلّ بالمضمضة والاستنشاق، ولو مرة واحدة، هذا فيه رد على من يرى أن المضمضة والاستنشاق مستحبان.

من فروض الوضوء الترتيب بين الأعضاء؛ كما جاء في الآية: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ [المائدة: 6] الترتيب واجب؛ لأن ما بدأ الله به ذكرًا، يبدأ به فعلاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يسعى بين الصفا والمروة: ﴿۞إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ [البقرة: 158]، ثم قال: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» ([1])، فبدأ بالصفا، وكمل بالمروة.

فدل على أن الوضوء يكون على ترتيب الآية، هذا فيه رد على من يقول: لا يلزم الترتيب، هذه واحدة، من فروض الوضوء الترتيب.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).