وصلاها
فاستفتح سورة «المؤمنون» حتى إذا بلغ ذكر موسى وهارون في الركعة الأولى، أخذته
سعلة فركع ([1]).
وكان
يصليها يوم الجمعة بـ «الم السجدة» و﴿هَلۡ
أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾ [الإنسان: 1] ([2])؛ لما
اشتملتا عليه من المبدأ والمعاد، وخلق آدم، ودخول الجنة والنار، وذكر ما كان ويكون
في يوم الجمعة،
****
قرأ مرة بـ ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1]، حتى
وصل إلى قوله: ﴿ثُمَّ
أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بَِٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ ٤٥ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ
وَمَلَإِيْهِۦ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمًا عَالِينَ﴾ [المؤمنون: 45- 46]،
ثم أصابه سعال صلى الله عليه وسلم -أي: كحة-، فركع صلى الله عليه وسلم.
وأما الفجر في يوم الجمعة، فكان يقرأ في الأولى «الم السجدة»، ويقرأ في الثانية: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾، وذلك لأن هاتين السورتين لهما خاصية في الأحداث التي تكون يوم الجمعة، فيوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أُخرج من الجنة، وفيه تقوم الساعة، فيه خلق آدم، ذكر خلق آدم في السورتين، وفيه ذكر إخراجه من الجنة وإهباطه إلى الأرض، وفيه ذكر قيام الساعة وما يكون فيها، فهو يقرأ بـ «الم السجدة»، وكذلك بـ ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾، وفيهما نفس المعاني؛ لأجل أن يُذكِّر الناس بما فيهما.
([1])أخرجه: مسلم رقم (455).