وأما
قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة،
****
يفعله، بل يقرأ من أول السورة، إما أن يكملها،
أو لا يكملها؛ كما في سورة المؤمنون، قرأ أولها، وركع عند قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ
وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بَِٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ﴾ [المؤمنون: 45]، فإذا أراد ألا يقرأ السورة كاملة، فليقرأ من أولها، لا
يقرأ من آخرها، هذا هديه صلى الله عليه وسلم.
قال: «وأما قراءة
أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه»؛ مثلما يفعل كثير من الأئمة الآن، حتى إن
بعضهم يحذف أول السورة، يقرأ الآية الثانية من السورة، يأتي بالآية الثانية من
السورة، ولا يبدأ من أولها، هذا تصرف منه.
إذا أردت أن تقرأ السورة،
ابدأ من أولها، سواء أكملتها، أو لم تكملها، لا تأخذ من وسطها، ولا تأخذ من آخرها،
هذا من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا ما ورد عنه أنه كان يقرأ في ركعتي
الفجر، في الأولى: ﴿قُولُوٓاْ
ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ﴾ [البقرة: 136]، إلى
آخر الآية، وفي الثانية: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ﴾ [آل عمران: 64] هذا
ورد عنه في راتبة الفجر ([1])، ولم يرد عنه في
الفرائض مثل هذا الشيء.
قراءة السورتين في ركعة واحدة: في الفريضة ما ورد أنه يجمع بين سورتين في ركعة واحدة، إنما يفعله في النافلة، كان يقرأ سورة واحدة، أو عدة سور في الركعة الواحدة، قام صلى الله عليه وسلم، وقام معه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في صلاة الليل، فقرأ بـ «البقرة»، و«النساء»،
([1])أخرجه: مسلم رقم (727).