وكان
لا يعين سورةً في الصلاة بعينها لا يقرأ إلا بها، إلا في الجمعة والعيدين، وكان من
هديه قراءة السورة، وربما قرأها في الركعتين، وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم
يحفظ عنه.
****
فلذلك كان يطيل؛ لأن الصحابة الذين كانوا يصلون
خلفه يرغبون هذا.
أما إذا كان
المأمومون يشق عليهم التطويل، فإنه يتوسط، لا يطيل إطالة تشق على المأمومين، ولا
يخفف تخفيفًا يخل بالصلاة، بل يتوسط. هذا القول الثاني.
من هديه صلى الله
عليه وسلم أنه لا يداوم على سورة يرددها، ويكثر من قراءتها في الصلاة، بل كان ينوع
القراءة، وأما في الجمعة والعيدين، فالذي حفظ عنه أنه كان يقرأ بـ «ق»، وبـ «اقتربت»،
ويقرأ أحيانًا بـ «سبح» و«الغاشية»، ولم يعهد عنه أنه قرأ في العيدين غير هذه
السور.
من هديه صلى الله
عليه وسلم أنه كان يستكمل السورة في الركعة الواحدة، وأحيانًا إذا كانت السورة
طويلة، فإنه يقسمها بين الركعتين.
أما قراءة أواخر السور -مثلما اعتاده بعض الناس في قراءة آخر سورة البقرة، آخر سورة آل عمران، آخر سورة الحشر، آخر سورة النحل-، فهذا لم يعهد عنه صلى الله عليه وسلم أنه يقرأ آخر السور، وإنما هو شيء استحسنه بعض الناس، وساروا عليه، حتى صار كأنه سنة، وما كان صلى الله عليه وسلم