فقرأ
أبو بكر في الفجر سورة «البقرة» حتى سلم قريبًا من طلوع الشمس، وكان بعده عمر يقرأ
فيها بـ «يوسف» و«النحل» وبـ «هود» و«بني إسرائيل» ونحوها.
وأما
قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ، فَلْيُخَفِّفْ» ([1])فالتخفيف
أمر نسبي، يرجع فيه إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لا إلى شهوة المأمومين.
وهديه الذي كان يواظب عليه هو الحاكم على كل ما تنزع فيه المتنازعون.
****
يعني: يطيل، أطال
القراءة في الفجر، قرأ بالبقرة، قسمها بين الركعتين، حتى كادت الشمس أن تطلع.
يعني: يقرأ سورة
يوسف في الركعتين، أو سورة النحل في الركعتين، أو سورة الإسراء في الركعتين، هذا
عمر رضي الله عنه، هذا في الفجر، فدل على أنهم يطيلون القراءة في الفجر.
قد يأخذ بعض الناس
من هذا الحديث التخفيف، الذي يوافق هواه، فيخفف مثلما قال في النقارين قبل قليل،
ابن القيم رحمه الله يقول: كونه صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَمَّ
أَحَدُكُمُ النَّاسَ، فَلْيُخَفِّفْ» ما التخفيف المقصود؟ قال: التخفيف ما كان
يفعله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن قوله لا يخالف فعله صلى الله عليه وسلم.
ومن العلماء من يقول: فعله صلى الله عليه وسلم هذا لأن من وراءه يؤثرون التطويل، ويغتبطون بالصلاة خلف الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتلذذون بقراءته صلى الله عليه وسلم،
([1])أخرجه: البخاري رقم (703)، ومسلم رقم (467).