×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات، وسجوده كذلك ([1])، وتارة يجعل الركوع والسجود بقدر القيام، ولكن كان يفعل ذلك أحيانًا في صلاة الليل وحده.

****

هذا أعلى الكمال عشر تسبىحات، يطيل الركوع بمقدار ما يقول عشر مرات: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، وكذلك في السجود، يطيل السجود مقدار أن يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَْعْلَى» عشر مرات، هذا أعلى الكمال.

أحيانًا يجعل الركوع بمقدار القيام، يكون طويلاً، كذلك السجود يكون طويلاً بمقدار القيام، ولكن الغالب أن هذا كان يفعله في صلاة الليل، وكذلك في صلاة الكسوف كان ركوعه نحوًا من قيامه، كان يقرأ القراءة الطويلة بـ «البقرة» و«آل عمران» و«النساء»، وكذلك السجود نحوًا من الركوع في الطول، وهذا في قيام الليل.

قوله رحمه الله: «ولكن كان يفعل ذلك أحيانًا في صلاة الليل وحده»؛ لأن المسلم إذا انفرد، وصلَّى وحده، يطول ما شاء، أما إذا كان إماًما، فإنه لا يشق على المأمومين، بل يعتدل، لا ينقر الصلاة نقًرا، ولا يطيل على المأمومين؛ «إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ، فَلْيُخَفِّفْ» ([2])، التخفيف المعتدل.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (888)، والنسائي رقم (1135)، وأحمد رقم (12661).

([2])أخرجه: البخاري رقم (703)، ومسلم رقم (467).