×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

هديه الغالب صلى الله عليه وسلم تعديل الصلاة وتناسبها. وكان يقول أيضًا في ركوعه: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ» ([1])، وتارة يقول: «اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي» ([2])، وهذا إنما حفظ عنه في قيام الليل.

****

  هديه صلى الله عليه وسلم تعديل الصلاة، لا يكون بعضها طويلاً، وبعضها مختصرًا، بل يعادل بين أركانها، فإذا أطال القيام، أطال الركوع والسجود، وإذا خفف القيام، خفف الركوع والسجود، هذا هدىه صلى الله عليه وسلم، تكون صلاته متناسبة، لا يكون فيها ركن أطول من ركن.

نعم، يمجد الله جل وعلا: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ» صيغة مبالغة من التسبيح والتقديس لله -سبحانه-، «رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ»، ورب الملائكة: معروف، والروح قيل: هو جبريل عليه السلام، وقيل: إنه صنف من الملائكة يسمى الروح، والله أعلم.

قوله رحمه الله: «وهذا إنما حفظ عنه في قيام الليل» هذه كلها أذكار تقال في قيام الليل؛ لأن قيام الليل يطيل فيه الإنسان، لأنه يصلي لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ للنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (487).

([2])أخرجه: مسلم رقم (771).

([3])أخرجه: البخاري رقم (703)، ومسلم رقم (467).