ثم
يرفع رأسه قائلاً: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ([1])،
ويرفع يديه، وكان دائمًا يقيم صلبه إذا رفع من الركوع وبين السجدتين، ويقول صلى
الله عليه وسلم: «لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ لاَ يُقِيمُ الرَّجُلُ فِيهَا صُلْبَهُ فِي
الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ» ([2]).
****
ثم يرفع رأسه من
الركوع قائلاً حال رفعه -ما يؤجله إلى أن يعتدل-، بل حال رفعه، يقول: «سَمِعَ
اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ومعنى سمع هنا: استجاب؛ أي: استجاب؛ لأن السمع إذا
عُدِّي باللام، فمعناه الاستجابة، وأما إذا عدي بنفسه: سمع الله كذا، ﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ
ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا﴾ [المجادلة: 1]، ﴿لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ﴾ [آل عمران: 181]،
إذا عُدِّي بنفسه، فمعناه السمع الذي هو صفة من صفات الله عز وجل.
يرفع يديه مع قول: «سَمِعَ
اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، هذا الموضع الثالث في رفع اليدين.
يعني: يعتدل، كان يعتدل إذا قام من الركوع، ويعتدل قائمًا إذا رفع من الركوع، حتى يستقيم صلبه عن الانحناء، ويعتدل جالسًا إذا قام من السجود، حتى يعتدل صلبه، لا كما يفعله النقارون؛ بأنه لا يعدل صلبه إذا قام من الركوع، أو قام من السجود، بل يستعجل، ويسجد، أو يركع، يستعجل في القيام من الركوع، فيسجد مباشرة، أو يستعجل في القيام من السجود، فيسجد الثانية مباشرة. لا، بل يطيل
([1])أخرجه: البخاري رقم (736)، ومسلم رقم (390).