×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأما الجمعة، فكان يقرأ فيها بسورتي «الجمعة» و«المنافقون» ([1]) وسورتي: «سبح» و«الغاشية» ([2]).

وأما الاقتصار على قراءة أواخر السورتين، فلم يفعله قط.

****

  قوله: «وَأَمَّا الْجُمُعَةُ، فَكَانَ يَقْرَأُ فِيها بسورتي «الجمعة» و«المنافقون»، وأحيانًا يقرأ بـ «سبح» و«الغاشية»»، وهذا شيء تكاسل عنه كثير من الأئمة من الخطباء اليوم؛ لأنهم يطيلون الخطبة إطالة تخرج عن المألوف، ولذلك صاروا ينقرون الصلاة -صلاة الجمعة-، ويقرءون فيها قراءة يسيرة وخفيفة، هذا خلاف السنة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ»، يعني: علامة من فقهه، «فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» ([3]). بعضهم أو كثير من خطبائنا اليوم على العكس، يطيلون الخطبة، ويقصرون الصلاة، على خلاف السنة.

الاقتصار على قراءة آخر السور بأن يقرأ من الجمعة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ [الجمعة: 9]، ويقرأ من سورة «المنافقون»: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ [المنافقون: 9]، يريدون إن هذا إحياء للسنة، السنة أن تقرأها كاملة، تقرأ الجمعة كاملة في الركعة الأولى، تقرأ سورة «المنافقون» كاملة في الركعة الثانية، هذا هو السنة.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (877).

([2])أخرجه: مسلم رقم (878).

([3])أخرجه: مسلم رقم (869).